العلم بالقواعد الاعتقادية:- تعتبر(توحيدًا وعقيدة). العلم بالأحكــام العمليــة:- تعتبر(فقــهًا وشريعـة).
المراد بالعقائد:- ما يقصد به نفس الاعتقاد دون العمل.المراد بالدينية:- المنسوبة إلى دين محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.علــم الكـــلام:- علم يُقتَدَر معه على إثبات العقائد الدينية على الغير بإيراد الحجج لها, ودفع الشُّبَه عنها.
مسائل علم التوحيد:- إما عقائد دينية, وإما مسائل يتوقف عليها إثبات تلك العقائد.
ويجب أن تكون هذه العقائد مما جاء بها الكتاب والسنة, وأن يكون قصد الباحث فيها تأييد ماورد منها شرعًا بمنطق العقل والفكر .
وبهذا يمتاز هذا العلم عن الفلسفة، فكلاهما يبحث فى هذه الموضوعات, إلا أن الأصولي يبحث فيها على مقتضى الشرع, وقانون الإسلام, أما الفيلسوف فيبحث فيها على قانون المنطق ومقتضى العقل وحده.
الأصولي يعتقد ثم يستدل والفيلسوف يستدل ثم يعتقد.
ولا شك أن المنهج الأول (منهج الأصولي) أسلم, وأكثر إيمانًا واطمئنانًا؛ لأن العقل البشري يخطئ ويصيب, أما الوحي الإلهي فإنه يصيب ولا يخطئ، وقد يزل العقل في مفاوز التفكير أو يخطئ في ترتيب المقدمات أو التأكد من صدقها, فيقع في الخطإ دون أن يدرك مواضعه .
أما الأصولي:- فيعتقد الحق أولًا, ثم يلتمس له من الحجج ما يعاضد بها هذه العقائد الإيمانية، فإذا وصل إليه بفكره ونظره واستدلاله ازداد إيمانًا ويقينًا, وإلا اتُّهم عقله ونظره, وعاود بحثه ونظره حتى يصل إليه.
يقول التفتازاني في الفرق بين المنهجين:- "اعلم أن للإنسان قوة نظرية, كمالها معرفة الحقائق كما هى، وعملية كمالها القيام بالأمور على ما ينبغي, تحصيلًا لسعادة الدارين، وقد تطابقت الملة والفلسفة على الاعتناء بتكميل النفوس البشرية في القوتين وتسهيل طريق الوصول إلى الغايتين, إلا أن نظر العقل يتبع في الملة هداه وفي الفلسفة هواه".
الغاية من هذا العلم هي القيام بفرض مجمع عليه، وهو "معرفة الله تعالى بصفاته الواجب ثبوتها له, وتنزيهه عما يستحيل اتصافه به, والتصديق برسله ورسالتهم على وجه اليقين الذي تطمئن به النفس اعتمادًا على الدليل, لا استرسالًا مع التقليد, والدفاع عن هذه العقيدة بإبطال حجج المخالفين وشبه المبتدعين.
ومنهجه هو المنهج الجامع بين النقل والعقل, والقائم على المناظرة والجدل والبرهان؛ لإثبات هذه العقائد على الغير بالدليل والحجة، وإبطال ما عداها عملًا بقوله - تعالى:- (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ...) (العنكبوت : 46) (...وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) (الفرقان : 52)، فهو قائم على الشرع اعتقادًا وعلى العقل استدلالًا بخلاف المنهج الفلسفي القائم على العقل المجرد دون نظر الشرع.
يسمى هذا العلم بأسماء متعددة، أوصلها البعض إلى ثمانية. وهو ما لم نجد له مثيلًا في العلوم الأخرى، فيسمى بعلم "الفقه الأكبر" في مقابل علم الفقه، وتنسب هذه التسمية إلى الإمام الأعظم " أبي حنيفة النعمان " ـ ت 150هـ ـ الذي سمى كتابه في العقائد بهذا الاسم .ويراد "بالفقه الأكبر":- الفقه الاعتقادي المتعلق بالأحكام الاعتقادية .
وبالفقه:- الفقه العملي المتعلق بالأحكام العملية التفصيلية. وسمي الأول بالفقه الأكبر؛ لأنه يتعلق بالعقائد التي هي أصول الدين في مقابل الفقه المتعلق بفروعه.
وهو أشهر أسمائه ويذكر صاحب المقاصد أسبابًا متعددة لتسميته بهذا الاسم منها:-
أ- أن علماء الكلام كانوا يعنوِنون مباحثه بقولهم:- الكلام عن كذا، الكلام عن كذا.. فسمي لذلك بعلم الكلام.
ب- لأنه يكسب الإنسان القدرة على الكلام في تحقيق الشرعيات وإلزام الخصوم، كالمنطق للفلسفة.
جـ - لأن مسألة الكلام كانت من أشهر مباحثه وأكثرها جدلًا ونزاعًا بين علماء الكلام.
د- لأن فيه من الكلام مع المخالفين والرد عليهم ما لم يكثر في غيره .
هـ - لأنه لقوة أدلته صار كأنه هو الكلام دون ما عداه، كما يقال للأقوى من الكلام هذا هو الكلام.
لأنه يتعلق بالقواعد الاعتقادية التي تعتبر أصلًا لغيرها من الأحكام الشرعية العملية، ولاشك أن العقائد هي الأصول التي تبنى عليها الشرائع العملية الأخرى والتي تعتبر فروعًا بالنسبة لها. وهذه الأسماء الثلاثة السابقة هي أقدم أسماء هذا العلم.
وسُمِّيَ بهذا الاسم لأن البحث فيما يتعلق بالذات الإلهية وصفاتها من أهم وأشرف مباحث هذا العلم وأعظم مقاصده، ولأهمية التوحيد بين تلك الصفات خص بالذكر معها من قبيل ذكر الخاص مع العام للاهتمام به، فقيل علم "التوحيد والصفات".
وهو من أشهر أسماء هذا العلم في العصر الحديث إن لم يكن أشهرها؛ لأن التوحيد هو شعار هذا الدين، وهو السمة البارزة فيه من بين سائر الأديان العالمية، ولأن صفة الوحدانية هي أشرف مباحث هذا العلم وأهمها نظرًا لشوب الإيمان بالشرك لدى كثير ممن يؤمن بالله، كما قال تعالى:- (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (يوسف:106) ومعظم من يكتبون في هذه الأيام إنما يكتبون تحت هذا الاسم للاعتبارات السابقة.
وذلك لارتباطه بالعقائد الإسلامية وما يتعلق بها:- دراسةً وإثباتًا لها، ودفاعًا عنها. وهي تسمية حديثة أيضًا، ويبدو أن كثيرًا من المؤلفين والباحثين في هذا العلم يؤثرون هذه التسمية لما تقدم، ومن ثم سمي القسم الذي يدرس هذا العلم ويعني به بقسم العقيدة في كليات أصول الدين والدراسات الإسلامية وغيرها، وربما لسبب آخر، وهو كراهية التسمية بعلم الكلام نظرًا لذمه عند من يرون حرمة الاشتغال به أو كراهيته لاختلاطه بالفلسفة والجدل المنهي عنه. ومن ثم كانت التسمية بعلم التوحيد، أو بعلم العقيدة هو الأشهر في هذه الأيام للأسباب المتقدمة.
يلخص صاحب المواقف فائدة هذا العلم فيما يأتي:-
الأول:- الترقي من حضيض التقليد إلى ذروة الإيقان (أي اليقين)، ولاشك أن اليقين أرفع درجة عند الله والناس من التقليد. والله - تعالى - يقول:- (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ..) (المجادلة: من الآية11).
الثاني:- إرشاد المسترشدين بإيضاح المحجة لهم، وإلزام المعاندين بإقامة الحجة عليهم.
الثالث:- حفظ قواعد الدين من أن تزلزلها شبه المبطلين.
الرابع:- بناء العلوم الشرعية عليها؛ لأنها أساسها، وإليها يؤول أخذها واقتباسها.
الخامس:- صحة النية والاعتقاد، إذ بها يرجى قبول العمل.
هي الفوز بسعادة الدارين الدنيا و الآخرة، وهو لذلك أشرف العلوم وأعلاها منزلة ومكانة؛ لشرف موضوعه ومسائله، ووثاقة براهينه و أدلته، ونبل أهدافه وغايته.