مرئيات المقرر(اضعط هنا)
وحدات المقرر
مقدمات عامة
علم الكلام ( نشأته - مراحل تطوره - من مبادئه)
مناهج المسلمين في إثبات العقائد الدينية
مقدمة فى علم المنطق
مباحث الألفاظ
مبحث المعاني
 
 
 
الوحدة /  
الدروس ::  
1
   
.:: مقدمات عامة | التعريف بعلم الكلام وموضوعه وأسمائه ووجه الحاجة إليه | جامعة الأزهر | بوابة التعلم الالكتروني ::
التدريبات الشرح الصوتي الإثراءات عناصر الدرس المخرجات التعليمية الأهداف
.:: 11 ::.
تعريف علم الكلام
شرح العنصر
  التعريفات المختلفة لعلم الكلام
1- هو العلم بالقواعد الشرعية الاعتقادية المكتسبة عن الأدلة اليقينية. 2- ويعرفه البيضاوي وصاحب المواقف بأنه:- "علم يُقتَدَر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج عليها، ودفع الشُبَهِ عنها". 3- زاد شارح المواقف (على قانون الإسلام) لإخراج العلم الإلهي عند الفلاسفة، وهو في مقابل تعريفهم لعلم "الفقه" بأنه:- العلم بالأحكام الشرعية العملية عن أدلتها التفصيلية.  
  تصنيف علم الكلام

العلم بالقواعد الاعتقادية:- تعتبر(توحيدًا وعقيدة). 
العلم بالأحكــام العمليــة:- تعتبر(فقــهًا وشريعـة).

 
  التعريف بمفهوم بالعقائد

المراد بالعقائد:- ما يقصد به نفس الاعتقاد دون العمل.
المراد بالدينية:- المنسوبة إلى دين محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
علــم الكـــلام:- علم يُقتَدَر معه على إثبات العقائد الدينية على الغير بإيراد الحجج لها,  ودفع الشُّبَه عنها.

 
  حول مفهوم علم الكلام
يقول الشيخ مصطفى عبدالرازق:- وجملة القول أن المتكلمين متفقون على أن علم التوحيد يعتمد على النظر العقلى فى أمر العقائد الدينية, ثم هم يختلفون في أن هذا العلم يثبت العقائد الدينية بالبراهين العقلية, كما يدافع عنها أو هو إنما يدفع الشُّبَه عن العقائد الإيمانية الثابتة بالكتاب والسنة، وهذا الخلاف إنما يرجع إلى الخلاف في أن العقائد الإيمانية ثابتة بالشرع, وإنما  يفهمها العقل عن الشرع, ويلتمس بعد ذلك البراهين النظرية هكذا يرى التفتازاني, والشيخ الإمام. أو هي ثابتة بالعقل:- على معنى أن النصوص الدينية قررت العقائد الدينية بأدلتها العقلية وهكذا يرى الغزالي, والرازي, وابن تيمية. والذى نراه أن النصوص الدينية في تقريرها للعقائد الإسلامية لم تأت خلوًا من الدليل، بل قررت هذه العقائد بأدلتها, وهذه الأدلة كافية لإثبات هذه العقائد لمن آمن بها, ولمن لم يؤمن بها كذلك.  
  أهمية العقل فى الايمان بالعقائد
كثيرًا ممن لم يؤمنوا بهذه العقائد يطلبون أدلة أخرى غير التى وردت بها هذه النصوص، ومن هنا تكون أهمية العقل ودوره في:- 1. فهم أدلة النصوص وتقريرها لمن آمن أو أراد أن يؤمن بها, وكان لديه الاستعداد لقبولها. 2. التماس أدلة أخرى لإثبات هذه العقائد على الغير تتوافق مع عقله وفهمه واستعداده لقبولها. 3. الرد على الشُّبَه الواردة عن المبتدعة ومثيري الشُّبَه فd هذا الدين. 4. الرد على الشكوك التي يثيرها أعداء هذا الدين وخصومه .  
  عن تاريخ علم الكلام ونشأته
لم يكن موجودًا على عهد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا على عهد الرعيل الأول من الصحابة والتابعين - رَضِوَانُ اللهِ عَلَيْهِم أَجْمَعِين, إثبات العقائد لعدم حاجتهم إلى مثل هذا النوع من العلم آنئذٍ،  "فقد كانوا لصفاء عقيدتهم, ونقاء سريرتهم, وسلامة يقينهم, وقوة إيمانهم, وقرب عهدهم برسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبعد الناس عن الجدل والخلاف في أمر العقيدة والدين، ولكن الأمر لم يدم على ما كان عليه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه, بل جدت أمور وأحداث كان لها أثرها فى إشاعة الأهواء والبدع, والخلافات والفتن التي مكنت لأعداء الإسلام من التجديف على الإسلام والتشكيك فيه, فمهدت بذلك لنشأة مثل هذا النوع من العلم, بل أوجبت الخوض فيه، فانتهض لهذا الأمر طائفة من العلماء نصَّبوا أنفسهم للدفاع عن العقيدة والدين, وقاموا بتقعيد القواعد, وتأصيل الأصول ووضع الأسس والمناهج لبناء هذا النوع من العلم, وأشغلوا أنفسهم بالنظر والاستدلال:- بقصد الذَّبِّ ـ الدفاع ـ عن بيضة العقيدة والدفاع عن حوزة الدين, حتى كان من ذلك ما سمى "بعلم الكلام أو بعلم التوحيد أو علم العقيدة".  
موضوع علم الكلام
شرح العنصر
  الموضوعات التي يقوم بها علم الكلام
العلوم إنما تتمايز بتمايز موضوعاتها, وتختلف باختلاف مسائلها, ويتميز علم العقيدة, أو علم التوحيد, أو الكلام عن غيره من بيان مسائله ومعرفة موضوعاته التي عُنِىَ بها علماء الأصول، وهي كما يقول العلامة ابن خلدون:- العقائد الإيمانية بعد فرضها صحيحة من الشرع من حيث يمكن أن يستدل عليها بالأدلة العقلية حتى ترفع البدع, وتزول الشكوك والشُبَه عن تلك العقائد. فهو علم يبحث فيه عن ذات الله - تعالى - وصفاته وأسمائه من حيث ما يجب له, وما يستحيل عليه, وما يجوزفي حقه - تعالى، وعن الرسل من حيث إثبات رسالتهم, وما يجب لهم, وما يستحيل عليهم وما يجوز في حقهم وعن البعث والمعاد وما يتعلق به من حساب وجزاء, وجنة ونار..إلخ. فموضوعه:- "الإلهيات, والنبوات, والسمعيات"، وما يتعلق بهذه المباحث، أو هو الموجود أو المعلوم من حيث يتعلق به إثبات العقائد الدينية تعلقًا قريبًا أو بعيدًا.  
  مسائل علم التوحيد ومايجب فيها

مسائل علم التوحيد:- إما عقائد دينية, وإما مسائل يتوقف عليها إثبات تلك العقائد. 

 ويجب أن تكون هذه العقائد مما جاء بها الكتاب والسنة, وأن يكون قصد الباحث فيها تأييد ماورد منها شرعًا بمنطق العقل والفكر .

وبهذا يمتاز هذا العلم عن الفلسفة، فكلاهما يبحث فى هذه الموضوعات, إلا أن الأصولي يبحث فيها على مقتضى الشرع, وقانون الإسلام, أما الفيلسوف فيبحث فيها على قانون المنطق ومقتضى العقل وحده.

 

 
  بين الأصوليين والفلاسفة

الأصولي يعتقد ثم يستدل والفيلسوف يستدل ثم يعتقد.

ولا شك أن المنهج الأول (منهج الأصولي) أسلم, وأكثر إيمانًا واطمئنانًا؛ لأن العقل البشري يخطئ ويصيب, أما الوحي الإلهي فإنه يصيب ولا يخطئ، وقد يزل العقل في مفاوز التفكير أو يخطئ في ترتيب المقدمات أو التأكد من صدقها, فيقع في الخطإ دون أن يدرك مواضعه    .

أما الأصولي:- فيعتقد الحق أولًا, ثم يلتمس له من الحجج ما يعاضد بها هذه العقائد الإيمانية، فإذا وصل إليه بفكره ونظره واستدلاله ازداد إيمانًا ويقينًا, وإلا اتُّهم عقله ونظره, وعاود بحثه ونظره حتى يصل إليه.

يقول التفتازاني في الفرق بين المنهجين:- "اعلم أن للإنسان قوة نظرية, كمالها معرفة الحقائق كما هى، وعملية كمالها القيام بالأمور على ما ينبغي, تحصيلًا لسعادة الدارين، وقد تطابقت الملة والفلسفة على الاعتناء بتكميل النفوس البشرية في القوتين وتسهيل طريق الوصول إلى الغايتين, إلا أن نظر العقل يتبع في الملة هداه وفي الفلسفة هواه".

 
  غاية علم الكلام ومنهجه

الغاية من هذا العلم هي القيام بفرض مجمع عليه، وهو "معرفة الله تعالى بصفاته الواجب ثبوتها له, وتنزيهه عما يستحيل اتصافه به, والتصديق برسله ورسالتهم على وجه اليقين الذي تطمئن به النفس اعتمادًا على الدليل, لا استرسالًا مع التقليد, والدفاع عن هذه العقيدة بإبطال حجج المخالفين وشبه المبتدعين.

ومنهجه هو المنهج الجامع بين النقل والعقل, والقائم على المناظرة والجدل والبرهان؛ لإثبات هذه العقائد على الغير بالدليل والحجة، وإبطال ما عداها عملًا بقوله - تعالى:- (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ...) (العنكبوت : 46) (...وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) (الفرقان : 52)، فهو قائم على الشرع اعتقادًا وعلى العقل استدلالًا بخلاف المنهج الفلسفي القائم على العقل المجرد دون نظر الشرع.

 

 
أسماء علم الكلام
شرح العنصر
  "علم الفقه الأكبر"

يسمى هذا العلم بأسماء متعددة، أوصلها البعض إلى ثمانية. وهو ما لم نجد له مثيلًا في العلوم الأخرى، فيسمى بعلم "الفقه الأكبر" في مقابل علم الفقه، وتنسب هذه التسمية إلى الإمام الأعظم " أبي حنيفة النعمان " ـ ت 150هـ ـ الذي سمى كتابه في العقائد بهذا الاسم .ويراد "بالفقه الأكبر":- الفقه الاعتقادي المتعلق بالأحكام الاعتقادية .

وبالفقه:- الفقه العملي المتعلق بالأحكام العملية التفصيلية. وسمي الأول بالفقه الأكبر؛ لأنه يتعلق بالعقائد التي هي أصول الدين في مقابل الفقه المتعلق بفروعه.

 
  "علم الكلام"

وهو أشهر أسمائه ويذكر صاحب المقاصد أسبابًا متعددة لتسميته بهذا الاسم منها:-

أ- أن علماء الكلام كانوا يعنوِنون مباحثه بقولهم:- الكلام عن كذا، الكلام عن كذا.. فسمي لذلك بعلم الكلام.

ب- لأنه يكسب الإنسان القدرة على الكلام في تحقيق الشرعيات وإلزام الخصوم، كالمنطق للفلسفة.

جـ - لأن مسألة الكلام كانت من أشهر مباحثه وأكثرها جدلًا ونزاعًا بين علماء الكلام.

د- لأن فيه من الكلام مع المخالفين  والرد عليهم ما لم يكثر في غيره .

هـ - لأنه لقوة أدلته صار كأنه هو الكلام دون ما عداه، كما يقال للأقوى من الكلام هذا هو الكلام.

 
  "أصول الدين"

لأنه يتعلق بالقواعد الاعتقادية التي تعتبر أصلًا لغيرها من الأحكام الشرعية العملية، ولاشك أن العقائد هي الأصول التي تبنى عليها الشرائع العملية الأخرى والتي  تعتبر فروعًا بالنسبة لها. وهذه الأسماء الثلاثة السابقة هي أقدم أسماء هذا العلم.

 
  علم "التوحيد والصفات"

وسُمِّيَ بهذا الاسم لأن البحث فيما يتعلق بالذات الإلهية وصفاتها من أهم وأشرف مباحث هذا العلم وأعظم مقاصده، ولأهمية التوحيد بين تلك الصفات خص بالذكر معها من قبيل ذكر الخاص مع العام للاهتمام به، فقيل علم "التوحيد والصفات".

 
  "علم التوحيد"

وهو من أشهر أسماء هذا العلم في العصر الحديث إن لم يكن أشهرها؛ لأن التوحيد هو شعار هذا الدين، وهو السمة البارزة فيه من بين سائر الأديان العالمية، ولأن صفة الوحدانية هي أشرف مباحث هذا العلم وأهمها نظرًا لشوب الإيمان بالشرك لدى كثير ممن يؤمن بالله، كما قال تعالى:- (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (يوسف:106) ومعظم من يكتبون في هذه الأيام إنما يكتبون تحت هذا الاسم للاعتبارات السابقة.

 
  علم العقيدة أو العقائد

وذلك لارتباطه بالعقائد الإسلامية وما يتعلق بها:- دراسةً وإثباتًا لها، ودفاعًا عنها. وهي تسمية حديثة أيضًا، ويبدو أن كثيرًا من المؤلفين والباحثين في هذا العلم يؤثرون هذه التسمية لما تقدم، ومن ثم سمي القسم الذي يدرس هذا العلم ويعني به بقسم العقيدة في كليات أصول الدين والدراسات الإسلامية وغيرها، وربما لسبب آخر، وهو كراهية التسمية بعلم الكلام نظرًا لذمه عند من يرون حرمة الاشتغال به أو كراهيته لاختلاطه بالفلسفة والجدل المنهي عنه. ومن ثم كانت التسمية بعلم التوحيد، أو بعلم العقيدة هو الأشهر في هذه الأيام للأسباب المتقدمة.

 
فائدة علم الكلام وغايته
شرح العنصر
  فوائد علم الكلام

يلخص صاحب المواقف فائدة هذا العلم فيما يأتي:-

الأول:- الترقي من حضيض التقليد إلى ذروة الإيقان (أي اليقين)، ولاشك أن اليقين أرفع درجة عند الله والناس من التقليد. والله - تعالى - يقول:- (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ..) (المجادلة: من الآية11).

الثاني:- إرشاد المسترشدين بإيضاح المحجة لهم، وإلزام المعاندين بإقامة الحجة عليهم.

الثالث:- حفظ قواعد الدين من أن تزلزلها شبه المبطلين.

الرابع:- بناء العلوم الشرعية عليها؛ لأنها أساسها، وإليها يؤول أخذها واقتباسها.

الخامس:- صحة النية والاعتقاد، إذ بها يرجى قبول العمل.

 
  الغاية من دراسة علم الكلام

هي الفوز بسعادة الدارين الدنيا و الآخرة، وهو لذلك أشرف العلوم وأعلاها منزلة ومكانة؛ لشرف موضوعه ومسائله، ووثاقة براهينه و أدلته، ونبل أهدافه وغايته.